أصبحت مدينة مكناس حاضرة في عهد المرابطين خلال القرن الحادي عشر والذين اتخذوها مقرا عسكريًا وأحاطوها بسور وبنوا القصبة المرابطية ومسجد النجارين. فيما بعد ازدهرت تحت حكم الموحدين الذين قاموا بتوسيع المسجد الكبير في عهد محمد الناصر(1199-1213م) وطوروا نظام تزويدها بالماء وقاموا ببناء احياء جديدة والحمامات والمساجد والسقايات.
خلال الفترة المرينية (القرن 13م و14م) شيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب (1269- 1286م) قصبة خارج المدينة لم يصمد منها إلا المسجد المعروف ب «لالا عودة"، وتم تعمير المدينة ببناء مدارس عتيقة كمدرسة فيلالة، والمدرسة البوعنانية ومدرسة العدول، ومساجد مثل مسجد التوتة ومسجد الزرقاء، وخزانة الجامع الكبير ومارستان الباب الجديد وحمام السويقة.
وبعد ذلك اتخذ السلطان المولى اسماعيل (1672 – 1727) مكناس عاصمة للدولة العلوية وأحاطها بالأسوار العالية تتخللها عدة أبراج وأبواب ضخمة كباب المنصور وباب البردعيين. وقام بتشييد الدار الكبيرة وأنشأ مخازن للحبوب وإسطبلات للخيول وصهريج لتزويد المدينة بالماء وحدائق عديدة كالبحراوية والسواني، والمساجد كمسجد باب البردعيين ومسجد الزيتونة ومسجد سيدي سعيد. كما أنشأ مجموعة من لفنادق والأسواق كسوق النجارة وسوق الحدادة وغيرها كمراكز للمبادلات التجارية.
خلال فترة الاستعمار شيد الفرنسيون بالمنطقة المعروفة بحمرية على الطراز الأوربي عددا من المرافق السكنية والإدارية والعسكرية والرياضية والثقافية.