يطلق مصطلح (المحظرة) بشكل عام على مدرسة البدو التي توفر تلقين القرآن والمعرفة في مختلف مجالات التعلم؛ والتي تطورت في مجال يهيمن عليه نمط حياة الترحال، وبالتالي فهي جامعة متنقلة تتكيف مع تغير بيئتها الطبيعية والاجتماعية.
ليس تلقين القرآن سوى مكون واحد من بين مكونات التعليم داخل المحظرة. لذلك من المهم عدم الخلط بين المحظرة والمدرسة القرآنية العادية. فالمحاظر هي مؤسسات للتعليم العالي حيث يتم تدريس العلوم الدينية من تفسير القرآن والحديث والأصول والفقه والسيرة النبوية. بالإضافة إلى هذه المواضيع، يتم تدريس معارف أخرى كاللغة العربية والشعر والنحو والأدب والمنطق والحساب وعلم الفلك والطب إلخ.
تتخصص (المحظرة) في مجالات محددة. بمجرد أن يُمَكِّنَ الشيخ نفْسَه في مجال المعرفة، فإنه يجذب إلى محظرتِه التلاميذ الذين يرغبون في إتقان معارفهم والحصول على إجازة. وفي هذا الإطار، يمكن اعتبار خيمة أحد كبار العلماء بمثابة مركز لنقل المعرفة والإنتاج الفكري، أو جامعة متنقلة حقيقية.
تُجسِّد(المحظرة) اليوم قيمَ التراث الثقافي غير المادي، بما في ذلك احترام التنوع الثقافي؛ ويرتبط استحضارها تلقائيًا بالصحراء والحياة البدوية وبالطرق التقليدية للتعليم ونقل المعرفة، وبوظائفها الحالية المرتبطة بضمان تعليم أطفال الرحل، والتشجيع والتوعية بدور هذه المؤسسات في حفظ جزء هام من الذاكرة المحلية.