الفخار النسوي بمنطقة الريف

تصنع المُمَاِرسات منتوجات مخصصة للاستعمال اليومي كأواني طهي الطعام وتقديمه وحفظه، بالإضافة إلى أدوات تتعلق بتزيين المنزل، كالمزهريات والمباخر وغيرها.

تمر صناعة الفخار بعدة مراحل تتطلب الكثير من المهارات والخبرات. وتحرص المرأة في البداية على اختيار الطين المناسب الذي يسمى محليا إذقِّي، حيث تسحقه، وتغربله، وتمزجه بالماء ليصبح عجينًا مرنًا، ثم تضيف إليه أفرور، وهو عبارة عن شظاياالأواني القديمة المكسورة. وتستعين المُمَارِسة بأدواتٍ متنوعة مثل الرحى الحجرية والمدقة المهراز لسحق أفرور. ولتنعيم الواجهة الخارجية للأواني، تستخدم لوحاً خشبياً صغيراً طانجبوط وحجراً أملساً أزرو.بعد تشكيل الأواني الفخارية، يتم تجفيفها بعرضها على أشعة الشمس قبل وضعها داخل الفرن. وتقومالمرأة بتزيينها بزخارف ذات أشكال هندسية،باستعمال حجر أسود أسبو أو بعصير أوراق شجرة فضيص. ثم تقوم بحرق الفخار المزخرف داخل الفرن مرة ثانية.

تعتبر صناعة الفخار بالريف ممارسة نسائية بامتياز، متوارثة من جيل إلى جيل داخل الأسر والعائلات، إلى أن ظهرت مؤخرا تعاونيات تروم التغلب على مشاكل تسويق المنتوجات وتحسين دَخْل المُمَارِسات وظروف عملهن، بالإضافة إلى المساهمة في الحفاظ على هذاالعنصروتشجيع الفتيات على تعلمه.