تعتبر الخيمة عنصرا أساسيا في حياة السكان بالصحراء المغربية، وكانت تناسب عيش الترحال والتنقل الدائم بحثا عن الماء والمراعي للأغنام. وأبدع السكان تقنيات متوارثة لنسج خيام متينة من المواد المحلية المتوفرة وخاصة من شعر الماعز والابل. وتسمح الخيمة السميكة بمقاومة حرارة الشمس ورطوبة الشتاء ورياح الصحراء المعتادة.
يتم أنجاز الخيمة التقليدية في إطار عمل جماعي تقوم به النساء. فبعد قيام الرجل بجز شعر الابل أو المعز، تقوم المرأة بإخضاعه لسلسة طويلة من العمليات المسترسلة للحصول على أشرطة طويلة تسمى (الفليج)، والتي تدمج مع بعضها للحصول على الخيمة ذات اللون الأسود المميز والتي يصل متوسط طولها الى حوالي سبعة أمتار. ويتم تُثبت الخيمة في المنتصف على عمودين خشبيين (رْكـايَــزْ) بارتفاع 3.5 إلى 4 أمتار، بينما يتم شدها بالحبال والأوتاد.
ورغم التحولات الاجتماعية التي تعرفها أقاليمنا الصحراوية، وتراجع مكانة الترحال في حياة السكان، فإن الخيمة ما تزال تحظى بمكانة هامة باعتبارها ترمز لإرث عريق في مجال تفاعل الانسان مع محيطه الطبيعي.