يعتبر الزردخان أو البروكار نسيجا مغربيا أصيلا، حظي عبر الأجيال بأهمية خاصة في المجتمع المغربي. يعتمد هذا النسيج على خامات فاخرة كالحرير، بالإضافة إلى مواد ثمينة كالخيوط المذهبة. وشمل استعماله إنجاز أنواع مختلفة من أنسجة الأزياء التقليدية كالقفطان والأحزمة، كما استعمل كنسيج فاخر لأغطية الأَسِرَّة والوسائد والستائر.
تحرص الأسر المغربية على الاحتفاظ بالقطع القديمة للزردخان أو البروكار الذي يحضر غالبا في الاحتفالات والمناسبات العائلية، وخاصة منه تلك القطع المنسوجة وفق النمطين الزخرفيين المشهورين: الخْريب والبهجة.يتطلب الزردخان مهارات وخبرات دقيقة لعدد كبير من الممارسين، وخاصة منهم:
- الزُّوَّاق: وهو المسؤول عن تصميم الزخارف.
- المْدْوّْر: وهو الشخص الذي يلفّ العصي من الخيزران بخيط من حرير، وتستخدم العصي للحصول على مختلف الأنماط الزخرفية.
- الجّْبَّاد: أو سحّاب الخيوط، وهو المسؤول عن تحريك خيوط النسيج لتشكيل نسيج الزخرفة.
كما يعتمد هذا العنصر على ممارسين آخرين من مجالات مختلفة وفي مقدمتهم النِّيَّار، وهو النجار الذي يصنع آلة النسيج المْرْمَّة، وهي آلة معقّدة تتكوّن من إطار خشبي كبير تتوسّطه عارضات، وجنازير، وشفرات، وبكرات، ومقابض للتحكم بالوزن.
كانت حرفة الزردخان منتشرة بشكل كبير في الحواضر المغربية، وتشغل عددا هاما من الممارسين، وذلك لكثرة الإقبال على منتجاتها. غير أنه في العقود الأخيرة، تراجع عدد الممارسين، مما فرض القيام بمبادرات من طرف القطاعات المعنية للحفاظ على هذا الإرث الفريد.