تنتشر في مختلف مناطق المملكة مراكز حرفية لممارسة فنون الخشب، اعتمادا على أنواع متعددة من الأشجار كالأرز، والعرعار، والجوز، والليمون الخ. وتساهم مختلف الصناعات المرتبطة بهذا العنصر في توفير قطع الأثاث، والأبواب والأسقف ومستلزمات العمارة والديكور.
تتوزع الخبرات في هذا المجال بين تقنية (الخرط) لانجاز تشكيلات (المشارابي)، وفنون النقش و(الطبيع) والصباغة لزخرفة القطع، ومهارات (التطعيم) باستعمال الأصداف البحرية، والسلك المعدني وعود الليمون. ويُمارس كل فرع من هذه الفروع من طرف حرفيين مختصين، باستعمال أدوات خاصة؛ ويرتبط كل فرع منها بمعجم تقني وجمالي غني.
لقد حافظ الحرفيون المغاربة على المهارات والخبرات الخاصة بالزخرفة على الخشب منذ قرون، وتوارثوها جيلا بعد جيل. وهذا ما أهلهم للمساهمة في ترميم أجمل التحف التاريخية في القصور والمباني والمدارس والمساجد. ونشير في هذا الإطار إلى منبر الكتبية بمراكش الذي يعود إلى عهد الدولة المرابطية، وبالضبط سنة 1137 ، فرغم مرور تسعة قرون على صناعته، فقد ساهم الحرفيون المغاربة في ترميم هذه التحفة النفيسة من خلال وضع خبراتهم العريقة رهن إشارة الخبراء.