أسوار مدينة فاس

أحاط الأدارسة منذ القرن الثامن التجمعات السكنية والمباني المتواجدة بكل من ضفتي وادي فاس بالأسوار، بحيث أصبحت فاس البالي تتكون من عدوتين منفصلتين ومستقلتين: عدوة الأندلس وعدوة القيروان. وخلال حكم المرابطين قام يوسف بن تاشفين (462هـ موافق 1060م) بإنشاء سور يجمع هاتين المدينتين وبناء قصبة بوجلود. بعد ذلك سنة 1145م هدم الموحدون هذا السور وأعادوا بناؤه تحت حكم الخليفة الناصر الموحدي (1199-1213م) وذلك عام 1204م، وهو الذي يحيط حتى اليوم بفاس البالي المدينة القديمة. وتحت حكم المرينيين (النصف الثاني من القرن 13)، تم بناء سور فاس الجديد الذي تتواجد به خمسة أبواب كبيرة، بعضها ما زال موجودًا حتى يومنا هذا مثل باب السمارين وباب السبع وباب أكدال. خلال حكم السعديين تم تعزيز هذا السور بأربعة أبراج البرج الشمالي والبرج الجنوبي وقصبة تمدرت وبرج الشيخ أحمد. وأثناء فترة حكم العلويين، استعادت الأسوار أهميتها وقام السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام بإصلاح الأجزاء المحصورة بين فاس الجديد وبوجلود سنة 1824م.وفي عهد مولاي الحسن الأول سنة 1894م، خلال أشغال توسعة القصر وتهيئة مشور باب الماكينة، بنيت الأسوار التي تحيط بحديقة بوجلود والتي تربط فاس الجديد بالمدينة القديمة. تم بناء باب بوجلود الحالي خلال الحماية الفرنسية وعرفت أسوار المدينة عمليات إعادة التهيئة والترميم استمرت الى يومنا هذا.